ما تكشفه ناقلة الغاز النفطي المسال عن موثوقية بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) في المناطق الساخنة
Part of a series: Maritime Spotlight
or see Part 1: Tracking Maritime Attacks in the Middle East Since 2019
ينبغي التحقيق في الأنشطة المتعاقبة للسفينة وعمليات نقل البيانات المريبة، بحثاً عن أي معاملات محتملة غير مشروعة مع إيران ونظام الأسد السابق.
في تشرين الأول/أكتوبر، عبرت ناقلة الغاز النفطي المسال (LPG) التي ترفع علم تنزانيا قناة السويس، بعد فترة من النشاط التجاري، الذي تمركز أساساً في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود. وتحمل السفينة تاريخاً من السلوك الملاحي المثير للتدقيق، بما في ذلك أنشطة مشبوهة وتسليم شحنات من الغاز النفطي المسال إلى سوريا في ظل نظام الأسد، وذلك رغم العقوبات الدولية المفروضة. بالإضافة إلى ذلك، تشير بيانات الشحن والمعلومات الاستخباراتية المفتوحة إلى أن السفينة رست في ميناء بانياس السوري هذا العام. تُظهر بيانات التتبع أيضاً أن السفينة غيرت اسم نظام التعريف الآلي (AIS) الخاص بها في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، في منطقة متاخمة لسلطنة عمان. كانت السفينة تبحر سابقاً تحت أسماء مثل Polar وPrimus G وWitch Queen، وتسمى الآن Gas Aurora (رقم التعريف IMO 9050187).
تتبع كاتب هذا المقال السفينة لأول مرة في تشرين الأول/أكتوبر 2022، عندما كانت تعرف بأسم Witch Queen وتبحر تحت علم غينيا بيساو. في ذلك الوقت، لوحظت وهي تتحرك بين ميناء دورتيول التركي وميناء بانياس، بينما كانت تتظاهر بالتوجه إلى لبنان. وفي العام نفسه، أفادت التقارير أن الناقلة شاركت في نقل الغاز النفطي المسال من كيرتش في شبه جزيرة القرم إلى سوريا.
وفي 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2025، أبحرت السفينة عبر مضيق هرمز، كما هو موضح في الخريطة أدناه الصادرة عن "منصة تتبُّع السفن وحركة الملاحة البحرية العالمية"(MarineTraffic). وقد تطلب سلوكها الملاحي في 3 كانون الأول/ديسمبر تدقيقاً خاصاً، نظراً لأن السفينة كانت متواجدة في منطقة قامت فيها عدة سفن بتحميل شحنات من النفط الإيراني والغاز النفطي المسال سراً. وتظهر بيانات نظام التعريف الآلي المرسلة أيضاً أن سفينة Gas Aurora توجهت إلى العراق في مرحلة ما خلال رحلتها، غير أن موثوقية هذه البيانات لم يتم التأكد منها.
كما تظهر الخريطة أدناه أن السفينة كانت تبحر في اتجاه قناة تؤدي إلى مينائي بندر الإمام الخميني وبندر ماهشهر في إيران. ووفقا لبيانات "نظام التعريف الآلي "، يبدو أن السفينة توقفت خارج هذا الممر المائي. وعلى الرغم من أنها قد تبدو راسية، إلا أن موقعها من 3 كانون الأول/ديسمبر إلى 10 كانون الأول/ديسمبر على الأقل يثير الشكوك - وهي ملاحظة أكدها محللون ومتتبعون للسفن في منصاتLloyd"s List Intelligence وKpler وTankerTrackers. com.
في الخليج الفارسي، قامت العديد من الناقلات بتزوير أو تزييف بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) لإخفاء حمولتها من غاز البترول المسال الإيراني. وهذا التزوير في نظام (AIS) يضلل المراقبين والسفن حول المكان الحقيقي للسفينة وهويتها، ويؤثر على نشاطات الملاحة البحرية والتجارة الدولية.
أكد محلل منصة Lloyd’s List Intelligence تومر رعنان، الذي حقق عن كثب في عدة ناقلات الغاز النفطي المسال التي زورت بيانات نظام التعريف الآلي، لإخفاء حمولاتها في إيران وتظاهرت بأنها نقلتها إلى العراق، للمؤلف أن سلوك الملاحة لسفينة Gas Aurora بين 3 و10 كانون الأول/ديسمبر كان مريباً. إحدى العلامات الرئيسية في بيانات نظام التعريف الآلي (AIS) المرسلة، والتي تستدعي إجراء تحقيق دقيق، هي ما يُسمى "نمط الصندوق" (الموضح أدناه)، ويحدث هذا عندما تبدو السفينة ثابتة للغاية. في "دليل رصد التزوير، تحدد Lloyd"s List Intelligence هذا النمط على أنه علامة خطر تتطلب تحقيقاً أعمق لتحديد ما إذا كانت البيانات الموقعية للسفينة حقيقية، لا سيما في البؤر الساخنة مثل الخليج الفارسي حيث يتم الإبلاغ عن التزييف بانتظام.
في تحقيق أجري في آذار/مارس 2025، كشف رعنان أن مسارات AIS يمكن تزويرها، مما يدل على أن ناقلات الغاز المسال التي تزعم أنها حملت حمولتها في العراق بين كانون الثاني/يناير 2024 وشباط/فبراير 2025 قد تكون في الواقع نقلت شحنات إيرانية. كما تُظهر بيانات منصات MarineTrafficوLloyd"s List Intelligence وVesselFinder أن السفينة Gas Aurora كانت في ميناء أم قصر العراقي في 12 كانون الأول/ديسمبر قبل أن تتجه إلى باكستان في 13 كانون الأول/ديسمبر وتصل هناك في حوالي 22 كانون الأول/ديسمبر (انظر أدناه). ومع ذلك، من غير الواضح ما إذا كانت السفينة قد حملت فعلياً في أم قصر بعد 11 كانون الأول/ديسمبر، كما تشير بيانات AIS، قبل أن تتجه إلى باكستان.
لا تزال البيانات المتعلقة بالأنشطة الأخيرة لسفينة Gas Aurora غير كاملة، ولم يكن من الممكن تأكيد مواقعها وشحناتها باستخدام صور الأقمار الصناعية في ذلك الوقت. ومع ذلك، فإن ناقلة الغاز النفطي المسال هذه تثير شكوكاً واضحة تستدعي إجراء تحقيق من قبل "مكتب مراقبة الأصول الأجنبية" (OFAC) التابع لوزارة الخزانة الأمريكية. ويصبح هذا أكثر أهمية بالنظر إلى أنها رست في محطة بانياس السورية خلال فترة حكم نظام الأسد، على الرغم من العقوبات الدولية) اقرأ هذا المنشور ذي الصلة في (Maritime Spotlight ، وكذلك بالنظر إلى الأدلة العديدة على قيام سفن في منطقة الخليج الفارسي بتزوير موانئ رسوها في العراق من خلال التلاعب بنظام AIS.