
- تحليل السياسات
- مقابلات وعروض تقديمية
جولة الرئيس ترامب في الخليج: ثلاثة أيام سريعة قلبت موازين المنطقة

Part of a series: President Trump's 2025 Gulf Trip
or see Part 1: President Trump's Gulf Trip: Previewing the Agenda
في هذا الفيديو الختامي من سلسلة فيديوهات يومية يقدمها خبراء معهد واشنطن، يلخص روبرت ساتلوف الأبعاد الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية لجولة الرئيس ترامب في الخليج في مايو 2025.
جاء، رأى، وجنى الأرباح - هذا هو الوصف المختصر لجولة الرئيس ترامب. لا تنشغل كثيراً بالأرقام، فالصور وحدها كانت كافية؛ ترامب في أفضل حالاته، يتجول بين الأمراء والزعماء، ويحتفل بتوقيع صفقات ضخمة تُجسد رؤيته الاقتصادية القائمة على مبدأ "المنفعة أولاً".
في الشأن السوري، تجاهل ترامب نصائح معظم مستشاريه الذين دعوه إلى الحذر والتدرج، وفضّل الاستماع إلى الثنائي غير المتوقع: ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ليأمر برفع كامل للعقوبات.
أما بشأن قطر، فقد تخلى عن الانتقادات المتعلقة بعلاقاتها مع حماس وتمويلها لبعض الجامعات الأميركية، واختار بدلاً من ذلك زيارة قاعدة العديد الجوية بنفسه، في رسالة واضحة مفادها أن الشراكة العسكرية راسخة، والقاعدة باقية، ولا شيء سيعترض طريق الأعمال.
وبالنسبة لإيران، حملت رسالته توازناً لافتاً. لم يجدد دعوته العلنية لتفكيك برنامج التخصيب الإيراني، لكنه أيد مطلب وقف دعم طهران للميليشيات الإقليمية. كما بدا أنه استبعد خيار المواجهة العسكرية، مكتفياً بالتهديد بالعودة إلى سياسة "الضغط الأقصى"، وهو ما قد يكون بمثابة بارقة أمل للقيادة الإيرانية المعتادة على مواجهة العقوبات الأميركية، ولكنها تخشى التدخل العسكري.
وخلال الزيارة، بدت إسرائيل، التي لم تكن ضمن جدول الزيارة، كمراقب من الخارج لا أكثر. لم تحظَ حرب غزة أو فكرة توسيع اتفاقيات أبراهام بالاهتمام المتوقع. فبعد أحاديث أولية عن سعي أميركي لهدنة في غزة قبل الزيارة، لم يتضح بعد إن كان هناك أي جهد جاد لتحقيق ذلك، خصوصاً أن ترامب اكتفى بالإشارة إلى اعتزامه الاهتمام بالوضع الإنساني هناك.
أما الجانب الثقافي من الجولة فكان لافتاً. ففي الإمارات، زار ترامب مسجداً في خطوة رمزية لافتة، وزار أيضاً كنيساً يهودياً في أبوظبي ضمن "بيت العائلة الإبراهيمية". وفي السعودية، أرض مكة والمدينة، استُضيف في الدرعية، مهد الروح القومية السعودية، حيث لا يُسلّط الضوء كثيراً على الجذور الإسلامية للمملكة.
لكن ما الأثر طويل الأمد لهذه الجولة؟ بحسب ساتلوف، الأهم هو ما تكشفه عن الخليج: فقبل فترة وجيزة من عمر الزمن، كانت هذه الدول متأخرة تكنولوجياً، أما اليوم، فهي – وليس سنغافورة أو تايوان – من تقود سباق أكثر التقنيات تحولاً في عصرنا: الذكاء الاصطناعي. والسؤال الأبرز الآن هو: كيف ستتفاعل هذه المجتمعات، التي لا تزال تقليدية إلى حد كبير، مع هذا التحول العميق؟ إنه بلا شك أحد أكبر الأسئلة الاجتماعية والثقافية التي تواجه الشرق الأوسط اليوم.