
- تحليل السياسات
- مقابلات وعروض تقديمية
جولة الرئيس ترامب في الخليج: اجتماع مع مجلس التعاون الخليجي في اليوم الثاني

في الفيديو الثالث من سلسلة الفيديوهات اليومية التي يقدمها باحثو معهد واشنطن، يستعرض ديفيد شينكر دلالات المناقشات التي جرت خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وذلك في اليوم الثاني من جولة الرئيس ترامب إلى منطقة الخليج في مايو 2025.
في يوم الأربعاء، 14 مايو، التقى الرئيس دونالد ترامب بقادة مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض. وقد حضر اللقاء من الزعماء الفعليين فقط ملك البحرين وأميرا قطر والكويت، وهو تطور يُرجَّح أن يكون مرتبطاً بالبروتوكولات السياسية في الخليج أكثر من كونه تجاهلاً للرئيس. ورغم شح التفاصيل التي خرجت عن مضمون الاجتماع، فإن رمزيته كانت الأهم، حيث أراد الاجتماع أن يُظهر التزام واشنطن المستمر تجاه الأمن والاقتصاد في منطقة الخليج.
ولم تُنشر بعد تقارير إعلامية حول ما طرحته الدول الخليجية على الرئيس، لكن خطاب ترامب نُقل تلفزيونياً. وقد تحدّث فيه عن قراره المثير للجدل، الصادر قبل يوم، برفع العقوبات المشلّة عن سوريا لمنح حكومة أحمد الشرع الجديدة فرصة. كما أشار إلى أنه يدرس إمكانية تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة.
لم يطالب ترامب بإقامة دولة فلسطينية، بل تحدّث عن مستقبل يضمن الأمان والكرامة للشعب الفلسطيني، وهو مستقبل يتطلب، بحسبه، إزالة حركة حماس من المشهد.
أما بخصوص لبنان، فقد أبدى الرئيس تفاؤلاً كبيراً، واعتبر التطورات الحالية هناك فرصة نادرة في جيل كامل لبناء لبنان مزدهر ومسالم مع جيرانه، شريطة تطهيره من إرهاب حزب الله.
واختتم ترامب حديثه بالإشارة إلى المفاوضات الجارية مع إيران، قائلاً: "أريد إبرام اتفاق." لكنه أضاف أن على إيران، إلى جانب وقف برنامجها النووي، أن تُنهي دعمها للإرهاب وتتوقف عن خوض الحروب بالوكالة. هذا الشرط الأميركي الجديد، إذا كان جاداً، يُعد تحولاً كبيراً، إذ من شأنه أن يعزز الاتفاق بشكل غير مسبوق ويُسهم في استقرار المنطقة. فالميليشيات المدعومة من إيران تزعزع استقرار لبنان وسوريا والعراق واليمن وغزة. وإذا أصبح تفكيك هذه الجماعات جزءاً من شروط الاتفاق، فسيكون ذلك نقطة تحوّل، لكنه سيزيد أيضاً من تعقيد الوصول إلى اتفاق.
لا تزال هناك فجوة في المعلومات حول ما قالته الدول الست الأعضاء في مجلس التعاون خلال الاجتماع. وقد هيمنت صفقات الأعمال والاستثمار على التغطية الإعلامية لزيارة ترامب إلى السعودية، ويبدو أنها كانت عنصراً رئيسياً أيضاً في زيارتيه إلى الإمارات وقطر. ومن المؤكد أن القضايا الخلافية تم تجنّبها، وتركّزت المحادثات على تعزيز العلاقات وعقد الصفقات.
يرى ترامب في الشرق الأوسط الجديد منطقةً مليئة بالفرص. وقال: "فرص مذهلة باتت في متناول اليد لهذه المنطقة، إذا تمكنا فقط من وقف عدوان قلة من الفاعلين السيئين." وتنسجم دول الخليج بشكل وثيق مع رؤية ترامب الإقليمية، والتي تركز في المقام الأول على التنمية الاقتصادية، وخفض التصعيد، وتجنّب الحروب.