
مقتل مسؤول الوحدة الأمنية في "كتائب سيد الشهداء" في العراق في غارة إسرائيلية

ربما كان حيدر الموسوي يحاول - دون جدوى - تأمين عبور أحد كبار عناصر "حزب الله" اللبناني عبر العراق إلى إيران.
في 21 حزيران/يونيو، استهدفت غارة جوية إسرائيلية، على ما يبدو، ثلاثة مسلحين بعد عبورهم من العراق إلى إيران. وكان أبرزهم الإرهابي اللبناني أبو علي الخليل، الحارس الشخصي السابق لزعيم "حزب الله" حسن نصر الله، والذي قُتل إلى جانب نجله مهدي الخليل. أما المسلح الثالث، فهو الإرهابي العراقي حيدر الموسوي، الذي تُعرفه جماعة "كتائب سيد الشهداء" المدعومة من إيران - والمصنفة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة - على أنه رئيس جهاز الأمن فيها حين مقتله.

لقد أثار إحياء ذكرى حيدر الموسوي من جانب الجماعات التي تطلق على نفسها اسم "المقاومة" عدة مشاهد لافتة تشير إلى مكانته المهمة، وتعكس في الوقت نفسه حرص الفصائل العراقية على إبراز مشاركتها وتضحياتها في الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وذلك رغم أن الواقع يكشف أن أغلبها لم يشارك بشكل فعلي في هذا الصراع.

انطلقت مراسم الجنازة في الثاني والعشرين من حزيران/ يونيو من أمام مديرية الإعلام التابعة لـ "قوات الحشد الشعبي" الكائنة في شارع فلسطين ببغداد، وتواصلت على مدى عدة أيام حتى دفنه في النجف وفقاً للبروتوكول المُعتاد في تشييع مقاتلي "المقاومة"، وذلك في السابع والعشرين من الشهر ذاته.

تولى آية الله مجتبى الحسيني - ممثل المرشد الأعلى الإيراني في العراق (الشكل 2)، إمامة الصلاة على الجثمان في النجف، فيما تولى زعيم جماعة "كتائب سيد الشهداء"، ابو الاء الولائي (المعروف باسم هاشم بنيان السراجي)، حمل النعش مع آخرين (الشكل 3). كما شارك في مراسم التشييع محمد كاظم الصادق، السفير الإيراني لدى العراق وعضو "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني" (الشكل 4)، بالإضافة إلى السفير الروسي لدى العراق، ألبروس كوتراشيف (الشكل 5).

تأكيداً للعلاقات الراسخة بين "الحرس الثوري الإيراني" وسوريا، أصدر "الحزب السوري القومي الاجتماعي" - وهو تنظيم تربطه علاقات وثيقة بكلاً من النظام السوري السابق و"حزب الله" اللبناني - بياناً في الثاني من تموز /يوليو أشاد فيه بالدور المحوري الذي لعبه حيدر الموسوي في العمليات العسكرية السابقة فى سوريا (الشكل 6). وكما اشارت منصة "الاضواء الكاشفة للميلشيات" سابقاً، فقد دعا الحزب منذ كانون الأول/سبتمبر 2024 إلى تشكيل ما أطلق عليه "جبهة لتحرير جنوب سوريا".

تعزز هذه الروابط ومظاهر التضامن الرأي القائل إن جماعة "كتائب سيد الشهداء" تستحق رقابة دقيقة بوصفها أحد الوكلاء المسلحين الأساسيين لإيران. وإذا قرر "فيلق القدس" إعادة تنشيط الخلايا المسلحة داخل سوريا لاستهداف إسرائيل أو الحكومة السورية الجديدة، فإن "كتائب سيد الشهداء" ستكون من أبرز الخيارات المطروحة لتوفير الدعم اللازم.
كما قد تضطلع "كتائب سيد الشهداء" بدورٍ محوري في إعادة تشغيل خطوط النقل البرية والجوية لنقل الأفراد والمعدات والموارد بين لبنان وسوريا والعراق وإيران - وربما كان هذا هو الحال مع أبو علي الخليل.

أخيراً، تشير التحقيقات السابقة التي أجرتها منصة " الاضواء الكاشفة للميليشيات" إلى أن "كتائب سيد الشهداء" قد تكون مُكلفة بمسؤوليات إقليمية محددة تتعلق بعمليات الطائرات المُسيرة والصواريخ التي تُيسرها إيران في المناطق الواقعة شمال بغداد وشرق نهر دجلة. وقد يزداد هذا الدور أهمية إذا ما شُنت هجمات جديدة بالطائرات المسيرة أو الصواريخ على القواعد الأمريكية في العراق، أو على شركاء واشنطن، مثل الأكراد العراقيين.