- تحليل السياسات
- صفحات رأي ومقالات
موسكو تستغل الاشتباك السوري-الإسرائيلي لتعزيز نفوذها في المنطقة
جاءت الضربة التي وجهتها إسرائيل ضد أهداف سورية في وقت سابق من هذا الشهر، ردّاً على إطلاق طائرة [إستطلاع] إيرانية بدون طيار من سوريا ودخولها المجال الجوي الإسرائيلي، كأخطر اشتباك بين إسرائيل، وإيران ووكلائها المحليين حتى الآن. كما شكلت أحدث مثال على تدخل روسيا في الصراع. وفي الواقع لم ينته النقاش بشأن قيام إسرائيل بالمزيد من الأعمال العسكرية إلا بعد إجراء مكالمة هاتفية بين الرئيس بوتين ورئيس الوزراء نتنياهو.
ما أهمية الأمر؟ مع تفاقم الأعمال العدائية في سوريا، يتبلور استعداد روسيا لتوسيع دورها في المنطقة، حيث تصور نفسها كوسيط محايد لتعزيز المصالح الخاصة للكرملين.
وقد حثت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها على "ضبط النفس على كافة الجبهات"، مشددةً على "الاحترام غير المشروط" لسيادة "سوريا والدول الأخرى في المنطقة"، بينما أعربت عن "رفضها القاطع" لأي تهديد يتعرض له الأفراد العسكريين الروس الذين يخدمون في سوريا "تلبية لدعوة من الحكومة السورية الشرعية". وعلى وجه الخصوص، لم يقر البيان بأسباب إسرائيل المشروعة باللجوء إلى الضربات.
وقد تكون موسكو في وضع جيد يسمح لها بتقييد حرية التصرف من قبل كلا الجانبين عند الضرورة. وفي الوقت نفسه، من المستبعد أن يرى الكرملين مصلحةً كبيرة في تقييد إيران، حليفة روسيا الرئيسية في المنطقة. فلطالما فضلت موسكو الوقوف إلى جانب المحور الشيعي في المنطقة ودعمت «حزب الله». وهذا النوع من العلاقات هو عبارة عن شراكة بين أنظمة ديكتاتورية تضع خلافاتها جانباً متى وجدت نفسها أمام مصلحة مشتركة - وفي هذه الحالة معارضة الغرب.
ما هي الخطوة التالية: سوف يهدف بوتين إلى استعادة مكانة روسيا كصاحبة النفوذ في المنطقة، على حساب الولايات المتحدة وحلفائها.
آنا بورشفسكايا هي زميلة "آيرا وينر" في معهد واشنطن.
"أكسيوس"