- تحليل السياسات
- منتدى فكرة
استطلاع رأي سعودي جديد يُظهر أن 40 في المئة من السعوديين ما زالوا يدعمون إقامة بعض الروابط مع إسرائيل في حين يعتبر ثلاثة أرباع المستطلَعين أن قصفها بالصواريخ سيكون له تداعيات سلبية
كشف استطلاع نادر للرأي العام أجري مع المواطنين السعوديين، بتكليف من معهد واشنطن وتنفيذ شركة إقليمية مرموقة في آذار/مارس ونيسان/أبريل 2023، عن مزيج مثير للاهتمام في الآراء، يتماشى بعضها مع سياسات الحكومة السعودية الناشئة ويختلف بعضها الآخر.
في سياق تبادل إطلاق النار الذي حصل في هذا الأسبوع بين إسرائيل وغزة، كان قول الأغلبية الساحقة من السعوديين (76 في المئة) مثيرًا للاهتمام، إذ اعتبروا أن "إطلاق الصواريخ على إسرائيل من غزة سيكون له تداعيات سلبية على منطقتنا". فضلًا عن ذلك، وكما أظهرت استطلاعات الرأي السابقة منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لا تزال نسبة 40 في المئة من السعوديين تقبل بالروابط الاقتصادية مع إسرائيل. وفي هذا الاستطلاع أيضًا، وافقت نسبة 38 في المئة على هذا القول معتبرةً أن "الروابط ستساعد اقتصادنا، ومن المقبول إبرام بعض الصفقات التجارية مع شركات إسرائيلية".
وعلى سبيل المقارنة التوجيهية، تراوحت نسبة الموافقة على هذا القول في كل من مصر والأردن، الدولتان اللتان تجمعهما معاهدة سلام رسمية مع إسرائيل منذ عقود، عند 10 في المئة فقط في كل استطلاع أُجري في الآونة الأخيرة. ويكتسي مستوى الدعم الشعبي السعودي المرتفع نسبيًا والمنتظم لهذه المبادرات أهمية خاصة إذ تمّ تنفيذ معظم العمل الميداني المرتبط بهذا الاستطلاع خلال شهر رمضان الذي شهد توترات متزايدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حول المسجد الأقصى في القدس، وفق ما تمّ تداوله على نطاق واسع في السعودية.
وعلى نحو مماثل، لا تزال نسبة 41 في المئة من السعوديين تعتبر أن "الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان" سيكون عاملًا إيجابيًا للمنطقة. وأجاب ثلثا السعوديين (65 في المئة) على سؤال آخر يُطرح للمرة الأولى أن "الاحتجاجات الحاشدة التي ينظمها بعض الإسرائيليين ضدّ حكومة نتنياهو الجديدة" سيكون لها انعكاسات إيجابية أيضًا.
مع ذلك، يبقى دعم التطبيع الكامل والتعاون العسكري أو الإنساني مع إسرائيل منخفضًا.
إلا أن مستوى الدعم الشعبي المرتفع نسبيًا والمواقف الدقيقة لا تعني أن معظم السعوديين يؤيدون التطبيع الكامل مع إسرائيل اليوم، أو حتى التعاون النشط معها ضد إيران. وكما في الاستطلاعات الأخيرة أيضًا، ترى نسبة 20 في المئة فقط أن "اتفاقات إبراهيم" ستخلّف نتائج إيجابية على الشرق الأوسط. وتوافق أقلية ضئيلة (18 في المئة) أيضًا على المقولة التالية: "على الرغم من اختلافاتنا مع إسرائيل حول مسائل أخرى، على بعض الدول العربية التعاون معها لصدّ التهديدات المتأتية من إيران".
علاوةً على ذلك، وفي ردّ على سؤال أكثر دقة حتى، وافقت أغلبية ساحقة (85 في المئة) على الآتي: "ستحمل ضربة أمريكية أو إسرائيلية كبيرة على إيران تداعيات خطيرة وتنعكس سلبًا على بلادنا". والمفاجئ أن أغلبية كبيرة مماثلة تقريبًا (81 في المئة) تؤيد هذا القول المستفز عمدًا: "في حال حصول هزة أرضية أو أي كارثة طبيعية أخرى، كما شهدنا في تركيا وسوريا، على الدول العربية رفض أي مساعدة إنسانية مقدّمة من إسرائيل".
تعارض أغلبية السعوديين أيضًا التطبيع مع إيران باعتبارها "دولة عدوة"
الجدير بالملاحظة في هذه الإجابات على أسئلة تُعنى بمسائل أخرى، بما فيها إيران، هو أن أغلبية السعوديين يعارضون في المجالس الخاصة الخطوات السياسية التي اتخذتها حكومتهم خلال الآونة الأخيرة. على سبيل المثال، يقول الثلثان (67 في المئة) إن "ترميم العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران" سينعكس سلبًا على المنطقة. وتعتبر أغلبية السعوديين (58 في المئة) إيران "عدوة لبلادنا" (على الرغم من أن هذه النسبة تراجعت إلى 39 في المئة في أوساط الأقلية الشيعية الضئيلة في المملكة). وتدعم هذه النتائج موثوقية الاستطلاع باعتبار أنه يعكس الآراء الفعلية وليس مجرّد تعداد لإجابات "صحيحة سياسيًا".
ملاحظة منهجية
يستند هذا التحليل إلى نتائج استطلاع قائم على المقابلات الشخصية لعينة تمثيلية على المستوى الوطني من 1000 مواطن سعودي، أجرته شركة تجارية إقليمية غير سياسية مستقلة وذات خبرة ومؤهلات عالية مرخص لها بإجراء أبحاث سوقية في معظم الدول العربية. أُخذت العينات وفقًا لإجراءات الاحتمالية الجغرافية القياسية، ما أسفر عن هامش خطأ إحصائي يبلغ حوالي 3 في المئة.
تحقق العديد من المتحدثين باللغة العربية، باعتبارها لغتهم الأم، بشكل دقيق من الاستطلاع كما خضع لاختبار تجريبي قبل إطلاق العمل الميداني. وتم توفير ضوابط صارمة للجودة وضمانات للسرية طوال تلك الفترة. يمكن الاطلاع على تفاصيل منهجية إضافية، بما في ذلك نتائج الاستطلاع الكاملة، والتصنيفات الديمغرافية، وأنماط الإجابات "كثيرًا/إلى حدّ ما" وغيرها من المعلومات ذات الصلة على منصة بيانات الاستطلاعات التفاعلية لمعهد واشنطن.